الاحد, 20 اغسطس, 2006
*
سأل عالم تلميذه: منذ
متي صحبتني؟
فقال التلميذ: منذ ثلاثة وثلاثين سنة...
فقال العالم: فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟!
قال التلميذ: ثماني مسائل...
قال العالم : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري
معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل؟!
قال التلميذ: يا أستاذ لم أتعلم غيرها ولا أحب
أن أكذب...
فقال الأستاذ : هات ما عندك لأسمع...
قال التلميذ:
الأولي: أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا
فإذا ذهب إلي القبر فارقه محبوبه فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي.
الثانية:أني نظرت إلي قول الله تعالي: ( وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي فإن
الجنة هي المأوى)
فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت علي طاعة
الله.
الثالثة:أني نظرت إلي هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء
له قيمة حفظه حتي لا يضيع ثم نظرت إلي قول الله تعالي: ( ما عندكم ينفذ وما عند الله باق) فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله
ليحفظه عنده.
الرابعة: أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل يتباهى بماله أو
حسبه أو نسبه ثم نظرت إلي قول الله تعالي: ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما.
الخامسة: أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن
بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد
ثم نظرت إلي قول الله عز وجل: ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت أن
القسمة من عند الله فتركت الحسد عني.
السادسة: أني نظرت إلي الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي
بعضهم علي بعض ويقاتل بعضهم بعضا ونظرت إلي قول الله تعالي: ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان
وحده.
السابعة: أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد
نفسه ويذلها في طلب الرزق حتي انه قد يدخل فيما لا يحل له.
ونظرت إلي قول الله عز وجل: ( وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها) فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله
عليّ وتركت ما لي عنده.
الثامنة: أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل
علي مخلوق مثله , هذا علي ماله وهذا علي ضيعته وهذا علي صحته وهذا علي مركزه ..
ونظرت إلي قول الله تعالي: ( ومن يتوكل علي الله فهو حسبه) فتركت التوكل علي الخلق واجتهدت في التوكل علي
الله.
فقال الأستاذ: بارك الله فيك.
مدونة طريق الدعوة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق